كيف تنمي الثقة بالنفس لدى طفلك؟

محتويات:

  • أهمية الآباء والأمهات في تنمية الثقة بالنفس لدى أطفالهم .
  • كيف أنمي الثقة بالنفس لدى طفلي؟
  • كيف أرى طفلي بشكل صحيح؟
  • كيف أتعامل مع الصفات الإيجابية في طفلي؟
  • كيف أتعامل مع الصفات السلبية في طفلي؟

الثقة بالنفس عند الأطفال تعتبر بمثابة جواز سفر لهم مدى الحياة، يعينهم على تحمل صعوباتها وتبعاتها بل وتحقيق النجاح المزهر فيها، والعيش بدرجة عالية من الصحة النفسية، تقليل المخاطر والمشكلات النفسية والسلوكية والأخلاقية التي قد يتعرضون لها في حياتهم مثل (الإدمان- الاضطرابات والأمراض النفسية المختلفة بما فيها “الاضطرابات الجنسية”- السلوكيات الإجرامية والمعادية للمجتمع- التخلي عن الإيمان العميق بأهمية الدين والأخلاق- العلاقات المحرمة والعلاقات المرضية ).

أهمية الآباء والأمهات في تنمية الثقة بالنفس لدى أطفالهم:

حينما خلق الله عزوجل الإنسان وكرمه فأسجد ملائكته له سجود تحية وتعظيم، نقل مسؤولية الشعور بهذا التكريم عند كل طفل يُولد إلى الآباء والأمهات، فجعلهم المرايا التي يرى فيها هذا الإنسان الوليد نفسه، فيستمد صورته الذاتية عنها من تعاملاتهم معه ، فيعرف الطفل من ابتسامتهم أنه قام بعمل جيد نال استحسانهم فيشعر بالرضا عن نفسه، ويعرف من لمستهم له أنه محبوب فيحب ذاته، ويعرف من استجابتهم لبكائه أنه فعال ومهم، وتلك هى الدروس الأولى حول قيمته والشعور بتكريم الله له وأحجار بناء الثقة بالنفس لديه .

 

كيف أنمي الثقة بالنفس لدى طفلي؟

 

الخطوة الأولى:  في تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال هى “أن ترى طفلك كما هو”، بعيدًا عن مخاوفك وآمالك أنت بالنسبة له، مع توقعات أكثر منطقية وعقلانية منه، وصراعات أقل معه وبذلك ستحصل على علاقة أكثر عمقًا وقوة ودفئًا مع طفلك، وبذلك تسهم في بناء الثقة بالنفس لديه .

 

فالرؤية الصحيحة الدقيقة لأطفالك تبني الثقة بالنفس لديهم بأربع طرق هى:

أولًا،  تكون قادرًا على التعرف على قدراتهم ومواهبهم الفريدة، على دعمهم وتشجيعهم، ومساعدتهم على معرفة ما هو مميز في أنفسهم.

ثانيًا: تكون قادرًا على فهم السلوكيات التي تصدر منهم بشكل صحيح ، تبعًا لنمط شخصيتهم ، فلا تسيء تفسيره وبالتالي تتخذ إجراء سلبي من شأنه التأثير على طفلك بالسلب، فعلى سبيل المثال لا تسيء تفسير الحياء الطبيعي من طفلك على أنه فتور أو برود، أو الحاجة إلى الخصوصية على أنها رفض، حتى السلوك السلبي الذي يصدره طفلك يكون أكثر قابلية لفهمه والتنبؤ به عندما تراه في سياقه الصحيح.

ثالثًا:رؤية أطفالك بطريقة دقيقة صحيحة تساعدك على التركيز على تغيير السلوك الذي من المهم تغييره فحسب:السلوك المضر بهم، أو السلوك الذي يعزلهم اجتماعيًا، أو السلوك الذي يمزق العائلة.

رابعًا: الأطفال الذين يشعرون أنهم موضع فهم واهتمام من آبائهم، يستطيعون أن يكونوا صادقين ولا يضطرون إلى الكذب ، أو تجميل أنفسهم وإخفاء حقيقتهم خوفًا من أن يواجهوا بالرفض، فإذا كنت تستطيع قبول جميع صفات طفلك الجيدة والسيئة فسوف يستطيع طفلك أن يتقبل ذاته وهذا هو حجر الزاوية لتقدير الذات والثقة بالنفس العالية .

كيف أرى طفلي بشكل صحيح؟

ومن أجل أن تكون قادرًا على رؤية طفلك بصورة واضحة، عليك القيام بالتمرين التالي:

تمرين من هو طفلك؟

هذا التمرين سوف يساعدك على النظر إلى طفلك وفهم ما تكتشفه عنه بصورة صحيحة .

1.على مدار أسبوع اكتب وصفًا لطفلك.تخيل أنك تكتب هذا الوصف لشخص لم يلتق به أبدًا من قبل(صديق دراسة قديم لك مثلًا، أو قريب مسافر).

احرص على وصف جميع النواحي:جسديًا، واجتماعيًا، وفكريًا، وعاطفيًا.

كيف يتصرف طفلك في المدرسة؟ما الذي يستمتع بعمله عندما يكون بمفرده؟ما الذي يجعل ابنك غاضبًا، أو سعيدًا أو مثابرًا؟ما الذي يتفوق فيه؟ما الذي لا يجيده مطلقًا؟كيف يلبي طفلك احتياجاته:احتياجه إلى الأمان والاهتمام والحب؟ماذا في طفلك تجده صعبًا عليك؟كيف يشبهك ابنك؟كيف يختلف عنك؟هل يبذل ابنك أقصى ما في وسعه فيما يتعلق بالتنظيم أو الحرية؟هل يفضل النظام أم الفوضى؟هل يستمتع بالموسيقي، أم الرياضة، أم الرسم، أم الكتب، أم الرياضيات؟

اكتب وصفًا تفصيليًا قدر استطاعتك وأضف إليه على مدار الأسبوع.سوف تجد نفسك تفكر في طفلك وتنظر إليه بطريقة أكثر دقة عما كنت تفعل منذ مولده.ربما تكتشف سمات لم تلاحظها أبدًا من قبل، أو تغير رأيًا كنت متمسكًا به.

لكى تضيف إلى وصف طفلك، راجعه مع أشخاص آخرين يعرفون طفلك:المدرسين، أو الأصدقاء، أو آباء الأصدقاء.ربما تندهش (وتفرح)ببعض السمات التي لاحظها آخرون ولم تراها أنت أبدًا في المنزل.ربما يصفون طفلك كقائد حقيقي، أو فرد متميز في الفريق.ربما يصفونه على أنه طفل مفيد، أو حساس أو مرح.اجعل هذا الوصف رحلة صيد لمواهب طفلك الثمينة.ابحث عن بذور القدرات،.كن صادقًا بشأن الحدود، والعادات المزعجة، ومصادر الصراع الخاصة بطفلك.

2.الآن استعرض الوصف وضع خطًا تحت الصفات الإيجابية والسلبية لطفلك.

ستقوم بصنع قائمتين.الأولى تحتوي على جميع الصفات الإيجابية، والمواهب، والقدرات، والاهتمامات، ومناطق النمو المختلفة التي ترغب في تنميتها ودعمها.والقائمة الأخرى ستحتوي على الصفات السلبية، والحدود، والقيود، والمشكلات المحتملة، والعادات السيئة.

 

كيف أتعامل مع الصفات الإيجابية في طفلي؟

أولًا، انظر إلى قائمة الصفات الإيجابية، واختر عنصرين أو ثلاثة تريد أن تقويها وتدعمها على الفور.احرص على أن تكون هذه الصفات نقاط قوة حقيقية أو قدرات أو مناطق موهبة خاصة موجودة في طفلك بالفعل، وليست صفات كنت تتنمنى أن تكون فيه في كل مرة تقوي فيها هذا السلوك (عن طريق المدح، أو المكافآة، أو منح التقدير)تجعل احتمال أن يرغب طفلك في القيام به احتمالًا أكبر.تقوية ودعم الصفات الإيجابية الحقيقية هى استراتيجية مهمة في بناء الثقة بالنفس.

وإليك ثلاثة أشياء يمكنك عملها لدعم الصفات الإيجابية:

1-لاحظ نماذج القدرة (المواهب-والمهارات-والاهتمامات-وما شابه ذلك) في العديد من الظروف المختلفة.كيف يظهرها طفلك في المدرسة؟كيف يظهرها في البيت؟أوضحها له.ربما لا يكون طفلك قادرًا على رؤية هذه القدرات بمفرده.”إنك بالتأكيد تحل المشكلات بشكل جيد””لقد نظمت الزهور كفنان حقيقي، إنها جميلة””الأمر يتطلب شخصًا لديه الكثير من التناسق والتوازن لكى يتسلق الشجرة ويحرر الطائرة الورقية”.

2-ابحث عن مناسبات كثيرة لمدح طفلك .(ولا تنس أن تمدح قدراته أمام الآخرين).اعرض أعمال طفلك، أو ميدالياته، أو رواياته، أو منحوتاته.احك قصة مأزق وكيف أنه حل المشكلة.اذكر كيف أنه كان صبورًا ، أو مبدعًا، أو مثابرًا، أو مبتكرًا.اجعل طفلك بطل القصة.

3-امنح طفلك فرصة لإظهار قدراته بشكل متكرر.إنه يحتاج إلى فرص عديدة لتنميتها وإثباتها، وتقويتها، والاعتماد عليها.يحتاج الطفل إلى الكثير من الممارسة والتمرين لكى ينمي أى قدرة أو مهارة، السباحة، أو القراءة، أو التفكير.

تلك الخطوات الثلاث سوف تدعم وتقوي السلوك الإيجابي.سوف يتعلم طفلك أن يقدر هذه المواهب ويرى نفسه قادرًا ومتميزًا فيها.وحتى إذا كان طفلك متعثرًا في مناطق أخرى، يظل قادرًا على الشعور بأنه على ما يرام، لأنه متميز في أشياء أخرى.

ثانيًا:بعد تدعيم هذه السلوكيات لمدة أسبوعين .ارجع إلى القائمة واختر عنصرين أو ثلاثة عناصر أخرى.وقم بدعمها أيضًا.في القر.يب سوف تعتاد على اكتشاف السمات الإيجابية المميزة في الحياة اليومية لطفلك.ولأنك ترى طفلك بطريقة إيجابية، سيبدأ طفلك في رؤية نفسه بهذه الطريقة أيضًا.

كيف أتعامل مع الصفات السلبية في طفلي؟

كل فعل يقوم به أطفالك هو محاولة لإشباع احتياجاتهم.هذا صحيح سواء نجح السلوك في إشباع حاجاتهم أم لم ينجح.صحيح سواء كان السلوك مقبولًا أم لم يكن.

الطفل الذي يفتعل مشاجرات مع إخوته، أو يتصرف بطريقة بغيضة، أو يتحدث كالأطفال الرضع، أو يتصرف بعدوانية يحتاج إلى شيء ما، قد يكون هذا الشيء هو مزيد من الاهتمام،أو ضغوط أقل، أو مزيد من التحدي.الطفل الجريء المغامر ربما يحتاج منك أن تضع حدودًا لسلوكه، أو لعله يحتاج إلى اتخاذ المزيد من القرارات في حياته.

 

جرب هذا التمرين.اسأل نفسك تلك الأسئلة الثلاث لكل عنصر في القائمة السلبية:

  • ما الحاجة التي يعبر عنها هذا السلوك؟
  • هل يمكنني أن أرى صفة إيجابية يعبر عنها هذا السلوك؟
  • كيف يمكنني مساعدة طفلي على التعبير عن هذه الصفة وإشباع حاجته بطريقة أكثر إيجابية؟

لمعرفة المزيد من “كيفية تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال” تابع سلسلة مقالات “تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال على منصة “اشبك”

كيف تنمي الثقة بالنفس لدى طفلك؟
Picture of reham elmekawy

reham elmekawy

كاتب محتوى مستقل
لو عاجبك محتوي المقالة دي .. من فضلك اعمل شير
شير ع الفيسبوك
شير ع تويتر
شير ع لنكد ان
شير ع بينتريست
شير ع الواتس اب
شير ع تليجرام

Leave a Reply