اكتشاف الذات وتنمية القدرات، حيث يقول الله سبحانه، وتعالى عنها في كتابه العزيز ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾[الذاريات: 21] فهذه دعوة عظيمة من الله سبحانه، وتعالى لخلقه لتأمل الذات البشرية، وما تحمله من قدرات، مواهب عديدة، وما تحتويه من أسرار، وعجائب ربانية أودعها الله فيه فقد كرمها الله علي سائر المخلوقات، وجعل ما في هذا الكون مسخرًا لخدمة الذات البشرية المكرمة من قبل الله سبحانه، وتعالى، وتتمثل أهمية الدعوة لتأمل الذات البشرية في أن الإنسان أصبح في عزلة عن ذاته التي وهبها الله له مما أدي إلى حدوث كثير من المشكلات التي يقع فيها في حياته العملية، ودعوة الله للتأمل يكمن النجاح فيها عندما يتعلم الإنسان كيفية التعامل مع ذاته، وكيفية إدارتها على الوجه الذي يستطيع من خلاله اكتشاف مهاراتها، إيجاد الحلول البديلة لكل مشكلة من مشاكل الحياة اليومية.
كيفية إدارة الذات وتنمية القدرات
عندما يدرك الإنسان أهمية الالتفات لنفسه، وتحديد اتجاهاته، ومشاعره تجاه نفسه، ومعرفته اليقينية لقدرات تلك الذات، يجب عليه إتباع التوجيهات التي يتمكن من خلالها اكتشاف الذات وتنمية القدرات، ويتمكن من إدارتها على النحو الذي يوصله للنجاح في حياته العملية.
التفكير الجيد، وتحديد الأهداف المستقبلية
يتوجب على كل طامع لتحقيق ذاته تحديد أهدافه المستقبلية التي يريد إدراكها، ومن أفضل الوسائل التي تعين الإنسان على اكتشاف الذات وتنمية القدرات، ولتحقيق هذه الفائدة عليه إعداد قائمة تشتمل على جميع أهدافه، والنتائج المراد إنجازها عليه دائمًا أن يذكر نفسه بما تم إنجازه من نجاحات، وعليه دائمًا إسترجاع تجاربه الماضية، وما استفادته من هذه التجارب.
الاعتماد على الذات
•تعد من أفضل الوسائل التي تساعد الإنسان على اكتشاف الذات وتنمية القدرات، واكتساب مزيدًا من الثقة فيما يملكه من مواهب، وقدرات. فعندما تزداد الثقة بالذات تزداد معها معدلات نجاحه، عليه دائمًا تحمل مسئولية تحقيق رغباته دون الحاجة للجوء لمساعدة الآخرين.
- تعديل النمط السلوكي، ومحو العادات السيئة: يتوجب على الإنسان دائمًا أن يكون لديه الأستعداد الكامل، والدائم لتغيير عاداته السلوكية السيئة التي تعتبر حائلًا دون تحقيق نجاحاته، وتنمية قدراته التي تساعده على اكتشاف الذات وتنمية القدرات البشرية، الإلتزام الدائم على تطوير السلوك له نتائجه الإيجابية على الذات البشرية، وتكسبها شعور الراحة، والطمأنينة.
- ترتيب الأولويات، وتنظيمها: إن الساعي لتحقيق ذاته، وتنمية قدراتها على الوجه الأمثل يجب عليه ترتيب الأولويات التي يرغب في تحقيقها، وبعد ذلك عليه تنفيذها، عدم إهدار الوقت للوصول للنتائج دون تقصير.
- مواجهة الصعوبات، والتغلب عليها: مما لاشك فيه أن طريق النجاح، والسعي في تحقيقه محفوف دائمًا بالصعاب التي تقابل الإنسان، وتحاول منعه من تحقيق أهدافه المرجوة فعليه دائمًا أن يتعود على مواجهة تلك الصعوبات، تعلم كيفية التغلب عليها، ويكون ذلك بالتحلي بمزيد من المثابرة، والهدوء، والثقة بالنفس.
الإستفادة من التوجيهات، والنصائح
اكتشاف الذات وتنمية القدرات من أصعب المهام التي تواجه الإنسان، ولكي يصل للنتيجة المثالية في تنمية قدراته، وإدراك نجاحاته عليه دائمًا الأستماع الجيد، الاستفادة من نصائح، وتجارب من هم أكثر منه خبرة حتى يبدأ خطواته الأولى بمزيد من الثقة، وحتى تكون البداية صحيحة.
إيجاد العمل المناسب
عندما يبدأ الإنسان أولى خطواته في حياته العملية يجب أن يكون مجال العمل الذي يريد تحقيق ذاته فيه مناسبًا لقدراته، ومهاراته الفنية في إنجاز مهامه، يتم ذلك عن طريق إكتساب المزيد من الدراسة الوافية للمجال الذي يريد الالتحاق به بحضور العديد من الدورات التدريبية التي تساعد على منحة الخبرة اللازمة لتحقيق أهدافه.